إنشاء مركز وطني للترجمة الإشارية:
ضمان الوصول العادل للخدمات الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في الأردن
في إطار السعي نحو تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة، وضمان احترام حقوقهم؛ أجرت حملة “ابني” عام 2024 دراسة لتقييم واقع خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، المقدمة للفتيات ذوات الإعاقة في المراكز الصحية الشاملة.
أظهرت نتائج الدراسة فجوات كبيرة في توفير الترتيبات التيسيرية، حيث أشارت إلى أن الفتيات ذوات الإعاقة السمعية يواجهن تحديات في الوصول إلى الخدمات الصحية؛ بسبب غياب خدمات الترجمة الإشارية بشكل كامل في المراكز عينة الدراسة (42 مركزاً صحياً شاملاً)؛ ما يعوق تواصل الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية مع الكوادر الطبية، ويؤدي إلى انتهاك حقوقهم الصحية، خاصة في الحالات التي تتطلب درجة من الخصوصية.
كما أظهرت الدراسة أن مقدمي الخدمات الصحية، بمن فيهم الطبيبات والممرضات والقابلات القانونيات، لم يتلقوا أيّ تدريبات حول طرائق ووسائل التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة؛ ما يزيد من حجم التحديات التي تواجه الأشخاص ذوو الإعاقة.
بينما كشفت هذه الدراسة تجربة فريدة، قام بها فريق مركز صحي المفرق، بالإعلان عن توفر ترجمة لغة الإشارة عن طريق مترجمة من سكّان المنطقة، تقدم خدماتها بشكل تطوعي، حسب ما أفادت رئيسة التمريض في المركز.
ولتطوير وتعميم هذه التجربة، التي ابتكرها فريق المركز نتيجة إدراكه لحاجتها الملحة، يأتي موجز السياسات هذا ليضيء على ضرورة استحداث “مركز اتصال وطني متخصص، لتوفير خدمات الترجمة الإشارية، على مدار الساعة، للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية المراجعين لأيّ مؤسسة صحية حكومية أو خاصة”.
إن إنشاء مركز الاتصال الوطني للترجمة الإشارية، يمثل خطوة محورية نحو تحقيق العدالة والشمولية في تقديم الخدمات الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية. من خلال توفير أدوات تواصل فعّالة ومتطورة، تضمن لهم الحصول على الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها بشكل مستقل وآمن، دون الحاجة إلى الاعتماد على المرافقين أو القلق بشأن التواصل مع الكوادر الطبية.